کد مطلب:99757 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:119

حکمت 255











[صفحه 149]

الشرح: (نبذ مما قیل فی السلطان) قد جاء فی صحبه السلطان امثال حكمیه مستحسنه تناسب هذا المعنی، او تجری مجراه فی شرح حال السلطان، نحو قولهم: صاحب السلطان كراكب الاسد یهابه الناس، و هو لمركوبه اهیب. و كان یقال: اذا صحبت السلطان فلتكن مداراتك له مداراه المراه القبیحه لبعلها المبغض لها، فانها لاتدع التصنع له علی حال. قیل للعتابی: لم لاتقصد الامیر؟ قال: لانی اراه یعطی واحدا لغیر حسنه و لا ید، و یقتل آخر بلا سیئه و لاذنب، و لست ادری ای الرجلین اكون! و لا ارجو منه مقدار ما اخاطر به. و كان یقال: العاقل من طلب السلامه من عمل السلطان، لانه ان عف جنی علیه العفاف عداوه الخاصه، و ان بسط یده جنی علیه البسط السنه الرعیه. و كان سعید بن حمید یقول: عمل السلطان كالحمام، الخارج یوثر الدخول، و الداخل یوثر الخروج. ابن المقفع: اقبال السلطان علی اصحابه تعب، و اعراضه عنهم مذله. و قال آخر: السلطان ان ارضیته اتعبك، و ان اغضبته اعطبك. و كان یقال: اذا كنت مع السلطان فكن حذرا منه عند تقریبه، كاتما لسره اذا استسرك، و امینا علی ما ائتمنك، تشكر له و لا تكلفه الشكر لك، و تعلمه و كانك تتعلم منه و تودبه و كانه یودبك، بصیرا بهو

اه، موثرا لمنفعته، ذلیلا ان ضامك، راضیا ان اعطاك، قانعا ان حرمك، و الا فابعد منه كل البعد. و قیل لبعض من یخدم السلطان: لاتصحبهم، فان مثلهم مثل قدر التنور، كلما مسه الانسان اسود منه، فقال: ان كان خارج تلك القدر اسود فداخلها ابیض. و كان یقال: افضل ما عوشر به الملوك قله الخلاف و تخفیف المئونه. و كان یقال: لایقدر علی صحبه السلطان الا من یستقل بما حملوه، و لایلحف اذا سالهم، و لایغتر بهم اذا رضوا عنه، و لایتغیر لهم اذا سخطوا علیه، و لایطغی اذا سلطوه، و لایبطر اذا اكرموه. و كان یقال: اذا جعلك السلطان اخا فاجعله ربا، و ان زادك فزده. و قال ابوحازم: للسلطان كحل یكحل به من یولیه، فلایبصر حتی یعزل. و كان یقال: لاینبغی لصاحب السلطان ان یبتدئه بالمساله عن حاله، فان ذلك من كلام النوكی و اذا اردت ان تقول: كیف اصبح الامیر؟ فقل: صبح الله الامیر بالكرامه، و ان اردت ان تقول: كیف یجد الامیر نفسه؟ فقل: وهب الله الامیر العافیه: و نحو هذا، فان المساله توجب الجواب، فان لم یجبك اشتد علیك، و ان اجابك اشتد علیه. و كان یقال: صحبه الملوك بغیر ادب كركوب الفلاه بغیر ماء. و كان یقال: ینبغی لمن صحب السلطان ان یستعد للعذر عن ذنب لم یجنه، و ان

یكون آنس ما یكون به، اوحش ما یكون منه. و كان یقال: شده الانقباض من السلطان تورث التهمه، و سهوله الانبساط الیه تورث الملاله. و كان یقال: اصحب السلطان باعمال الحذر، و رفض الداله، و الاجتهاد فی النصیحه، ولیكن راس مالك عنده ثلاث: الرضا، و الصبر، و الصدق. و اعلم ان لكل شی ء حدا، فما جاوزه كان سرفا، و ما قصر عنه كان عجزا، فلاتبلغ بك نصیحه السلطان ان تعادی حاشیته و خاصته و اهله، فان ذلك لیس من حقه علیك، ولیكن اقضی لحقه عنك، و ادعی لاستمرار السلامه لك، ان تستصلح اولئك جهدك، فانك اذا فعلت ذلك شكرت نعمته، و امنت سطوته، و قللت عدوك عنده، و اذا جاریت عند السلطان كفوا من اكفائك فلتكن مجاراتك و مباراتك ایاه بالحجه، و ان عضهك، و بالرفق و ان خرف بك. و احذر ان یستحلك فتحمی، فان الغضب یعمی عن الفرصه، و یقطع عن الحجه، و یظهر علیك الخصم، و لا تتوردن علی السلطان بالداله و ان كان اخاك، و لا بالحجه و ان وثقت انها لك، و لا بالنصیحه و ان كانت له دونك، فان السلطان یعرض له ثلاث دون ثلاث: القدره دون الكرم، و الحمیه دون النصفه و اللجاج دون الحظ.


صفحه 149.